وكالة مهر للأنباء، ففي الأسبوع الماضي تحدثت الأخبار عن استدعاء السفير السعودي الى وزارة الخارجية الدنماركية وتسليمه احتجاجا شديد اللهجة بسبب قيام مجموعات تابعة للسعودية بتمويل الإرهاب في ايران والتجسس على مراكز ومنشآت دنماركية وصفت بالحساسة.
وفي بيان له، قال جيبي كوفود، وزير خارجية مملكة الدنمارك: " نرفض مثل هذه الأنشطة في أية ظروف وقد أوصل سفيرنا في الرياض هذه الرسالة الى المسؤولين السعوديين مباشرة."
وكانت السلطات في كوبنهاغن وأمستردام (عاصمة هولندا) قد اعتقلتا في مطلع فبراير/ شباط الماضي مجموعة تدعي أنها تعمل لانفصال محافظة خوزستان الايرانية بتهمة الارهاب والتجسس، وحينها قامت السلطات في البلدين باستدعاء السفيرين السعوديين لديهما على خلفية هذا الحدث.
وهنا لابد من تسجيل بعض الملاحظات فيما يتعلق بالجواسيس المذكورين وفضيحة المخابرات السعودية الجديدة في أوروبا بعد فضيحة خاشقجي:
أولاً - الجواسيس الأربعة المعتقلين يشكلون قيادة أحدى الجماعات الارهابية الانفصالية والتي تبنت رسمياً من خلال قنواتها الاعلامية ومتزعميها - منهم أحد المعتقلين - عملية 22 أيلول/ سبتمبر 2018 في الهجوم على الاستعراض العسكري بمدينة الأهواز والتي استشهد فيها 26 شخصا وجرح 60 آخرون بينهم مدنيين ونساء واطفال.
ثانيا - وجه السيد فين بورش أندرسون، رئيس جهاز المخابرات والأمن الدنماركي (PET) تحذيرا للسلطات في الرياض، قال فيه: " نرفض بالمطلق تحويل الأراضي الدنماركية الى قاعدة لدعم الارهاب ماليا وسياسيا.".. وأضاف: من وجهة نظرنا، فان الاشخاص الذين اعتقلناهم عملوا لصالح جهاز المخابرات السعودي وقاموا بعمليات تجسس لصالحه منذ 2012 وكانوا يمولون ويدعون الى عمليات ارهابية في إيران، وينسقون مع جماعات إرهابية أخرى، منها ما يعرف جيش القتل ( جيش العدل البلوشي) والمدعوم هو أيضا من قبل المخابرات السعودية.
ثالثا - وفقا لمصادر صحفية قريبة من مراكز القرار الأمني في الدنمارك فان جهاز المخابرات والأمن الدنماركي (PET) أعلن أن منسق الجماعة الارهابية في كوبنهاغن (عاصمة الدنمارك) والذي ينتمي الى المجموعات الارهابية الانفصالية في محافظة خوزستان الإيرانية، قام بتمويل - من جانب السعودية - كل من: حزب كوملة الكردي، الحزب الديمقراطي الكردستاني، حزب المساواة الكردستاني، الاتحاد الديمقراطي لأذربيجان الجنوبية، الحركة الوطنية البلوشية و جيش العدل البلوشي المشهور بجيش القتل، وذلك بمبلغ (8000000) ثمانية مليون يورو، اي أكثر من 10 مليون دولار!! وذلك ضمن خطة سعودية لزعزعة الأمن والاستقرار في غرب وجنوب غرب وجنوب شرق ايران.
رابعا - أكدت الصحف الدنماركية نقلا عن جهاز المخابرات الدنماركي ( PET) ان هذه المجموعة الارهابية قامت بتحويل مبلغ 31,000 دولار بعد أيام من الهجوم الارهابي الذي استهدف الاستعراض العسكري في مدينة الأهواز بتاريخ 22/9/2018 الموافق 31 شهريور 1397 ش، وذلك بعد ان استلمت مبالغ كبيرة من المخابرات السعودية.
يذكر أن العملية الإرهابية المذكورة تبنتها ما يعرف ب "حركه النضال" بزعامة الجاسوس المعتقل حاليا في الدنمارك حبيب جبر نبگاني، وايضا جماعة "داعش" في الوقت ذاته!!!.. ويرى الخبراء الأمنيون أن العملية تمت بالتعاون بين الجماعتين الارهابيتين اللتين تتبعان المخابرات السعودية.
وتجدر الإشارة الى ان هذه الجماعة الارهابية هي المسؤولة أيضا عن سلسلة عمليات تفجير وقتل طالت العديد من المرافق المدنينة في الأهواز، منها مبنى القائمقامية ودائرة البرمجة والتخطيط ودائرة الاسكان وبنك سامان في منطقه كيانبارس وغيرها، وذلك في صيف وخريف 2005 حيث سقط فيها عشرات المدنيين بين شهيد وجريح.
خامسا - هؤلاء الجواسيس والارهابيين الأربعة (ثلاثة في الدنمارك واحد في هولندا كان يتستر على أنشطته التجسسية بالاعلام!!) والمتهمون بتمويل وتنسيق الأنشطة الإرهابية داخل الجمهورية الإسلامية تتم محاكمتهم اليوم بسبب أعمال وأنشطة تجسس قاموا بها لصالح المخابرات السعودية ومقابل مبالغ كبيرة من المال ضد المنشات والمراكز العسكرية والصناعية الدنماركية.
سادسا - ما اثار غضب السلطات الدنماركية وبالتحديد جهاز المخابرات والأمن الدنماركي (PET) ليس أنشطة المجموعة الارهابية في ايران! بل ان هؤلاء كانوا يحظون لسنوات طويلة بدعم وحماية البوليس الدنماركي منذ هروبهم من وجه العدالة في الجمهورية الإسلامية ووصولهم الاراضي الدنماركية، ورغم جميع مذكرات الاعتقال التي صدرت بحقهم من قبل الشرطة الدولية ( الانتربول) بطلب من الجمهورية الإسلامية، وقد ايتضح اليوم ان هذه العقارب خانت حتى البلد الذي حماهم من العدالة وتستر على ممارساتهم الارهابية!
سابعا - أكدت جميع المصادر الاعلامية ومنها قناة الجزيرة القطرية (المعادية للسعودية بالطبع) أن هذه المجموعة الإرهابية التي تتخذ من الدنمارك وهولندا مقررا لها وبعض قيادييها في السويد والمانيا ايضا، تقوم بعمليات التجسس لصالح المخابرات السعودية في كل الأراضي والبلدان الأوربية وتجمع معلومات عن الأهوازيين والتنظيمات الاهوازية الأخرى هناك.
ثامنا - يعتبر جيش القتل (جيش العدل البلوشي!) واحد من أكثر المجموعات الارهابية المرتبطة بالمخابرات السعودية فهو يتبنى علانية نفس تعليمات وأفكار "داعش" للحدّ الذي وضعته أمريكا بنفسها على لائحة الارهاب (طبعا معروف امريكا تدعي انها تحاربهم لكنها تدعمهم مباشرة او عن طريق وكلائها وأذنابها في المنطقة مثل الامارات والسعودية والبحرين وغيرها)، و هذا التنظيم مسؤول عن العديد من العمليات الارهابية والقتل والسطو والسبي في جنوب شرق الجمهورية الاسلامية.
إن الضربة الموجعة التي تلقتها المخابرات السعودية في قضية جواسيسها المعتقلين حاليا بالدنمارك جعلها تتخبط في العديد من المجالات والملفات الأخرى، وهي لاتزال لم تصح بعد من هول هذه الصدمة التي جاءت بعد فضيحة قتل وتقطيع الصحفي السعودي جمال خاشقجي على يد مجموعة "نخبة!" من عناصرها الاستخبارية يديرهم مسؤول مكتب ولي العهد محمد بن سلمان - الذي تعهد يوما بنقل معركته الى داخل ايران - في الشؤون الامنية الفاشل سعود القحطاني.. والغريب أن سعود القحطاني هذا الذي يتستر ايضا تحت عنوان مسؤول الاعلام هو بنفسه المسؤول عن هذه المجموعة من الجواسيس في اوروبا عن طريق عنصر المخابرات السعودي المعروف (عايد عويد الشمري) والذي يلقب نفسه ب "خبير في الشأن الايراني"!!
بقلم/ سيف أهوازي
موقع نخيلات
تعليقك